هذا الكتاب هو محاولة في سبيل التفاعل الإيجابي والحيوي مع قضايا الوطن الثقافية والعمل على مساءلة السائد ومناقشة التصورات و الخيارات ،كما يهدف المؤلف لنقد بعض الأفكار و المشاريع الثقافية ويدعو لنقض اسس التطرف و الاستفراد وإرساء معالم الاعتدال و التسامح.
يأتي كتاب: «سؤال الثقافة في المملكة العربية السعودية » لمؤلفه الأستاذ محمد محفوظ ، امتدادا لسلسة كتبه التي تهتم بالحراك الثقافي في مجتمعنا السعودي بشكل خاص والوطن العربي والإسلامي بشكل عام ، والتي يعمل الكاتب من خلالها على ترسيخ معالم الخطاب المعتدل المنفتح على الآخر.
يقول المحفوظ في مقدمة كتابه: " هو محاولة في هذا السبيل ، فالتفاعل الإيجابي والحيوي مع قضايا الوطن الثقافية ، والعمل على مساءلة السائد ، ومناقشة بعض الخيارات والتصورات وإضافة بعض العناوين والآراء ، ونقد بعض الأفكار والمشروعات الفكرية والثقافية ، كلها تساهم في تطوير العمل الثقافي الوطني " .
ويضيف الكاتب : " ما أحوج الوطن اليوم ، إلى تلك العطاءات الثقافية الجادة والتي تعمل عبر وسائط ثقافية متعددة لتفكيك ثقافة الغلو والتعصب والتطرف ، وبناء حقائق الحوار والحرية والتعددية وحقوق الإنسان " .
ويشير إلى " أن من أعمق المشكلات التي نواجهها كمجتمع ووطن ، هي مشكلة الثقافة ، التي تلقي بظلها على تفاصيل حياتنا ، والتي نرى جذورها في طريقة تفكير إنسان مجتمعنا ووطننا ، وطبيعة شخصيته ، ونوعية طموحاته ، وعلاقته بالزمن " .
لذلك كان يرى الكاتب أننا بحاجة إلى عاملين رئيسيين في استعادة شخصيتنا الثقافية الوطنية وهما : منظومة جديدة من المفاهيم الثقافية والمعرفية ، تساهم في خلق حالة ثقافية متحركة وفاعلة في واقعنا الوطني ، وتغرس روح التحدي والنهضة في كيان المجتمع والوطن ،وحركة نقدية جادة وبناءة في الوسط الثقافي والأدبي والإبداعي الوطني ، تأخذ على عاتقها التجديد في طرائق التفكير وبيان النواقص لتقويتها ، ورفد الواقع بآفاق جديدة .
عليه يمكننا القول : إن كتاب "سؤال الثقافة في المملكة العربية السعودية " هو مساهمة منه في تأصيل هذا المنهج من خلال قراءة المفاهيم الثقافية في مجتمعنا قراءة جديدة وبعقلية نقدية نهضوية ، تحاصر جميع أشكال الجمود والانحطاط وتواكب متطلبات خطاب العصر .
وتطرق المؤلف في الكتاب إلى عدة مواضيع هي:
في معنى المثقف الوطني .
المشهد الثقافي في المملكة .. وأفق الاختلاف والحوار .
الثقافة الوطنية .. تحدياتها وآفاقها .
التعددية الثقافية وسؤال الوحدة الوطنية .
هموم ثقافية وطنية .
الوطن ومحنة العنف والإرهاب .
0 التعليقات:
إرسال تعليق